أعمدة رأي

المحجة البيضاء د.طارق عبدالله متى بدات الحرب

المحجة البيضاء
د.طارق عبدالله
متى بدات الحرب

*لم تبدأ الحرب في منتصف ابريل بل قبل سنوات عندما اطلقت الرصاصة الاولى على عقول السودانيين من المثقفاتية وقادة الراي و المجتمع تزيل الحدود في عقولهم و تخلط حابل الوطن بنابل الدولة و تغمسهما في وحل الحكومة التي تضم احزاب متعفنة.. نحن حاليا” نعيش في حالة يحتفل بالعميل ويكرم الخائن ويسب الوطني بسبب اختلال الموازين في عقول المتعلمين وقادة الراي في السياسة و الصحافة وغيرها من المهن التي اختل فيها شروط الانتماء اليها فاصبحت ك(نهر الويل) يوم القيامة تجمع النطيحة و المتردية.. لذلك ليس مفاجئا” إن يتدحرج الوليد مادبو من اعلى هرم العلماء ليذوب في مستنقع القبيلة وان يجد من يناصرون قوله ..وإن يسقط النور حمد وغيره من العلماء من اليمين و اليسار ..ويمكن ان يعود الشخص نفسه لمكانته مرة اخرى لان وراءه (هتيفة ) تعجبهم الكلمات وحركات الجسد و لا يتأملوا أو يفكروا في مضامينها ..هذا هو واقع الشعب السوداني بكل مكوناته لمن لايعرف و لمن يتسأل .. لماذا نحن في هذا الدرك السحيق من الذلة
*تلك السلبيات تستنتجها من المناقشات والمداخلات على مواقع التواصل الاجتماعي والقاءات العامة والخاصة وانا (واعوذ بالله منها) متابع حصيف لمجموعات كبيرة على الواتساب و الفيس وغيرها و تندر مشاركتي وتكثر قراءتي لمعرفة كيف يفكر قادة المجتمع وكيف يسير خلفهم الرعاع.. وكثيرا” ما اصدم لمطالعتي مداخلة احدهم كنت اعتبره (كبير اوي) فاجدها في كثير من الاحيان مثل تفكير عامة الناس وفي بعض الاحيان تفكير العامة متطور اكثر عليه والسبب إنه احد المصابين برصاصة تبليد العقل السوداني التي اطلقها الاستعمار لذلك لا تستغرب من المصطلحات الغريبة مثل دولة 56 و الجلابة وكل الفاظ العنصرية المتداولة ..هل يمكن ان يصدق عاقل إن الديمقراطية تاتي بالبندقية؟! ولكن من المضحكات المبكيات إن هناك الملايين يصدقون اولئك الذين اخترقت الرصاصة ادمغتهم.
* اذا كنا نعتبر إن ازمة السودان ازمة (سياسية) القت بظلالها على الامن والاقتصاد والمجتمع والثقافة يجب علينا البحث في جذور الازمة السياسية سبب (البلاوي) فنجدها ناتجة عن الداء الذي اتحدث عنه وسط قادة المجتمع وفي تقديري انها مشكلة يصعب معالجتها لانها ازمة متوارثة وفي تزايد مستمر نحس به وسط الاجيال القادمة بصورة اكثر قبحا” و ما اطلع عليه من خلافات سياسية تندر فيه صفة النقاش… يمكن ان تطلق عليها ثرثرة، (غلاط) او اي مصطلح يدل على عدم الوصول ل(جملة مفيدة).. تلك الحالة المرضية نعيش نتيجتها في خلاف واختلاف وانعدام الاتفاق وتلك هي حالة احزابنا و تكويناتنا المجتمعية و الاخيرة اصبحت تستخدم لاغراض السياسة او لكسب المال حتى اصبحت سلوك يصعب السيطرة عليه بعد استفحاله
في مثل هذه الحالات الفوضية الحل يكون بتطبيق القوانين ووضع اللوائح والإجراءات المنظمة لكل شئ وهو الإجراء الطبيعي..فالدولة تتدخل عندما يفشل المجتمع في معالجة سلبيات ومن الصعب معالجة سلبياتنا لان كل واحد يتوهم انه الطبيب والآخر مريض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى